إعادة توطين المنشآت الصناعية

من الممكن أن يتحول التدمير الذي أصاب العديد من المنشآت الصناعية على اختلاف حجومها من متوسطة وصغيرة ومتناهية في الصغر في مختلف المناطق والتجمعات الصناعية ، بما فيها تلك التي تعمل في الظل ، إلى فرصة لإعادة النظر في توطين هذه المنشآت أو أكبر عدد ممكن منها  ومعالجة الأسباب التي أدت إلى وجودها بشكل غير نظامي  وكذلك النتائج التي نجمت عنها من خلال إقامتها ضمن الأراضي الزراعية أو في المناطق غير المنظمة وأثارها السلبية على البيئة.

هناك بعض الخطوات التي تمت في هذا المجال بدأت بتجمع لـ 13 منشأة في الصناعات النسيجية في المنطقة الحرة باللاذقية إضافة إلى خطوة أكبر وأوسع بدأت بها غرفة صناعة دمشق وريفها بالاتفاق مع ادارة المدينة الصناعية في عدرا على اقامة تجمع خاص بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر على ارض المدينة الصناعية بمساحة 120 ألف متر مربع تستوعب 400 منشأة صناعية مختصة بالصناعات الغذائية والنسيجية وعلى مساحة بدءا من 200 حتى 600 متر للمنشأة الواحدة. يضاف إلى ذلك فتح باب الاكتتاب على  409 مقسم صناعي بمساحة 1500 دونم في منطقة أم الزيتون الصناعية في السويداء ، مع استمرار الجهود من أجل توفير مواقع انتاج بديلة في عدد من المدن والمناطق الآمنة الأخرى . 

تخصيص مساحات  جديدة في المناطق غير الزراعية لإعادة توطين المنشآت الصناعية المدمرة فيها يمكن أن يشكل إعادة إحياء المساحات الخضراء في المناطق الزراعية ( أو التي كانت زراعية ) الموجودة حول العديد من المدن  سواء بقيت مساحات خضراء او أعيدت إلى الانتاج الزراعي . كما أن إعادة توطين هذه المنشآت في مناطق نظامية جديدة يشجع أعداد كبيرة من المنشآت الصناعية غير النظامية للعمل في النور وبذلك يتم تقديم الاستقرار و الراحة والأمان من المخالفات لأصحاب هذه المنشآت من ناحية ويؤمن للخزينة موارد مالية اضافية جديدة  من ناحية أخرى ، وفوق ذلك حماية واسترجاع ما يمكن من المساحات الزراعية التي كانت ضحية المنشآت غير النظامية ..

الفوائد من إعادة توطين المنشآت الصناعية يمكن أن تكون أوسع وأكبر مما أسلفنا  فيما لو تم  ربط هذه المنشآت بتجمعات عنقودية ذات اختصاص واحد أو ذات تخصصات تترابط أماميا وخلفياً مع بعضها البعض بحيث تكون هذه التجمعات فرصة للتعاون والتكامل والتشبيك فيما بينها حتى ولو كانت منشآت حرفية ومتناهية الصغر أو صغيرة ومتوسطة ومجالاً لتقديم الدعم الفني والمادي المشترك لها من أجل تطويرها وتحديثها بشكل متكامل ومستمر .