أغسطس 01, 2016 كلمة تقال 0 تعليقات

الصناعة والأمل….

شهدت اللقاءات الرسمية مع الصناعيين وممثليهم خلال الأيام الماضية نشاطاً ملحوظاً كان آخرها الاجتماع الذي تم في رئاسة مجلس الوزراء مع اتحاد غرف الصناعة وبحضور الوزراء المعنيين . وحسب الأنباء التي صدرت عقب الاجتماع فقد ناقش المجتمعون عدداً كبيراً من الأمور ذات العلاقة بالوضع الراهن للصناعة والمشاكل التي تواجهها بدأ من إعادة تأهيل المصانع المتضررة مروراً بمشاكل التمويل  والديون والاستيراد والنقل  وصولاً إلى التشاركية بين القطاعين العام والخاص وغيرها….

لاشك بأن هذا الطيف الواسع من القضايا الذي تمت مناقشته  في الاجتماع يبعث شيئاً من التفاؤل على أن الاهتمام بقضايا الصناعة قد يدخل مرحلة جديدة تتجاوز التصريحات الاعلامية وتبادل المديح والمجاملات بين الحكومة والصناعيين إلى اجراءات عملية واقعية تعيد الحياة شيئاً فشيئاً إلى منشآتنا الصناعية والحرفية بعد كل ما أصابها من أضرار تفوق الوصف  والخيال …

لكن الملفت للانتباه ، اضافة الى القضايا الواسعة التي تمت مناقشتها ،  أنه لم يصدر عن الاجتماع أية قرارات  في ضوء القضايا والمناقشات الواسعة التي دارت فيه ، الأمر الذي قد يتطلب بعض الوقت من أجل دراسة وإعداد القرارات التي سيتم اصدارها بخصوص معالجة القضايا والمطالب التي عرضها الصناعيون في هذا الاجتماع . وهنا يحدونا الأمل بأن يكون هذا الاجتماع نقلة نوعية للتعاون ما بين الصناعيين والجهات الحكومية ، والا يكون كالاجتماعات التي كانت تعقد سابقاً تحت شعار : ( نستمع لما تقولون ونفعل ما نراه) ،  و ألا تطول عملية اتخاذ وتنفيذ القرارات فترة طويلة  في ذات الوقت الذي  نتمنى فيه ألا تؤدي الرغبة في تحقيق ( انجاز ما ) إلى التسرع باتخاذ قرارات غير مدروسة يمكن أن تكون أضرارها بعد اصدارها أكبر من اضراراها قبل ذلك . والشيء الأهم هو  أن تخدم القرارات  التي ستتخذ مصالح أوسع فئة من الصناعيين والحرفيين وليس مصلحة أفراد أو مجموعة  منهم كما اعتدنا عليه سابقاً .

هذه أمور نقولها من باب الحرص على أن تكون القرارات التي ستتخذ مدروسة بشكل جيد وبمشاركة الجهات العامة والخاصة والمختصين في هذا المجال . لأن المرحلة الحالية  لم تعد تتحمل المزيد من التجريب والارتجال ، وكما يقول المثل ما كل مرة تسلم الجرة …

فؤاد اللحـــام