ديسمبر 03, 2018 كلمة تقال 0 تعليقات

الصناعات النسيجية بين الوعود والتنفيذ

تشير بيانات وزارة الصناعة إلى تراجع عدد المشاريع النسيجية  الخاصة  المرخصة والمنفذة واحتلالها المرتبة الأخيرة من حيث العدد بالنسبة للأنشطة الصناعية الأخرى الغذائية والكيميائية والهندسية . وهذا لا ينحصر في هذه السنة فقط بل يشمل السنوات السابقة ايضاً .. كما أنه لا يقتصر على المنشآت الجديدة وحسب بل يضم المنشآت القائمة قبل الأزمة والتي عادت للإنتاج مؤخراً . فحسب تقرير اللجنة التي شكلتها وزارة الصناعة  بطلب من  رئاسة مجلس الوزراء لدراسة تطوير وتحفيز قطاع  الصناعات النسيجية بمختلف مكوناته ، شكلت المنشآت النسيجية المتوقفة عن العمل  في المحافظات والمناطق الصناعية  مقارنة بإجمالي عدد المنشآت النسيجية  العاملة والمتوقفة نسبة تتراوح بين79% بالنسبة للخيوط القطنية و81% للتريكو و84% للألبسة و88% للخيوط الصنعية والنسيج الآلي و98% لانتاج البرادي ، وهذا بالطبع لا يشمل  المنشآت غير النظامية ، الأمر الذي يؤكد الوضع الصعب الذي تمر به هذه الصناعة الأساسية في سورية.

تضمنت توصيات اللجنة التي اعتمدها مجلس الوزراء مؤخراً خفض انتاج القطن وحلجه بما يكفي حاجة معامل الغزل كماً وتحسينه نوعياً ، وخفض اسعار الغزول القطنية المنتجة محلياً وتحسين نوعيتها ، والسماح باستيراد الخيوط غير المنتجة محلياً وتخفيض أسعارها  الاسترشادية ، والسماح باستيراد الأقمشة المصنرة لأصحاب المنشآت القائمة والجاهزة للعمل،  ودراسة حوامل الطاقة، ودعم الصادرات… هذه التوصيات والمقترحات التي قدمتها اللجنة عبرت عن مطالب أصحاب المنشآت النسيجية على الرغم من تحفظ عدد من أعضائها على بعض هذه المقترحات المتعلقة بتسعير الغزول القطنية التي ينتجها القطاع العام مقارنة بالأسعار العالمية واصلة المرافئ السورية مضافاً  اليها الضرائب والرسوم الجمركية  حيث طالبوا بإلغاء هذه الاضافة. التباين في الطرح مرده إلى تباين مصالح حلقات سلسلة الانتاج بين القبول بالإنتاج المحلي سعرا ونوعية وبين الاستيراد ..وفي جميع الأحوال فإن ما توصلت اليه اللجنة يمكن قبوله من حيث المبدأ إلا أنه يحتاج إلى مزيد من التوسع سواء في الحلقات التي شملها التقرير أو في تناول حلقات الانتاج الأخرى التي لم يتم تناولها و لا تقل أهمية عن  الحلقات  المدروسة وفي مقدمتها الصباغة والتحضير والتصميم …

إن  تعافي بضعة مئات من المنشآت الصناعية النسيجية الخاصة  وعودتها إلى العمل والانتاج ومشاركتها الفعالة في المعارض الداخلية والخارجية ومساهمتها الهامة في التصدير- على الرغم من أهميتها ،  لا تعني أن الصناعة النسيجية  قد استعادت عافيتها بالشكل المطلوب حتى الآن ، بل تؤكد ضرورة العمل على معالجة الأوضاع الصعبة التي تعاني منها هذه الصناعة  بدليل انخفاض نسبة المنشآت التي عادت إلى العمل والانتاج، وأن تتم المعالجة السريعة لأوضاع هذه الصناعة وفق خطة  عمل تحدد المهام المطلوبة من كل جانب  والزمن المفترض للتنفيذ  بما يمكن  من المتابعة الفعالة  والمحاسبة .

فؤاد اللحـــــام