الصناعة بين المطالب والوعود
لم تعد مطالب الصناعيين المحقة والمشروعة خافية على أحد وأولها الجهات المعنية. فقد أشبعت هذه المطالب وما تزال بحثاً ومناقشة بدأً من توفير الكهرباء والمحروقات مروراً بإعادة هيكلة الديون المتعثرة وشروط التمويل ومعالجة الضرائب والتأمينات وصولاً إلى الحماية وتسهيلات النقل و الاستيراد والتصدير..
كذلك لم يعد خافياً على الجهات الحكومية المعنية أن تحسين وضع العملة الوطنية لا يمكن أن يتم أو يستقر بدون تحريك القطاعات الانتاجية وفي مقدمتها الزراعة والصناعة التي ستقوم عند تحسن تشغيلها بتخفيف الطلب على الاستيراد وزيادة امكانية التصدير وتشغيل المزيد من العاطلين عن العمل وتحريك السوق والقطاعات الانتاجية والخدمية الأخرى التي تتشابك معها ، الأمر الذي يوفر في النهاية موارد اضافية للخزينة العامة تساهم في تخفيف العجز الكبير الذي تعاني منه .
ما نأمله مع الصناعيين أن تكون هذه المرحلة بداية التعافي الجدي للصناعة السورية حيث بات من المفترض قيام الجهات الحكومية المعنية بوضع الوعود والتصريحات حول معالجة مشاكل الصناعيين قيد التنفيذ وتجنب اتخاذ أي اجراءات تقضي على هذه الآمال وتمديد حالة الترقب والانتظار من قبل العديد من الصناعيين وكذلك الاحباط منقطع النظير فترة أخرى.
مطالب الصناعيين المعروفة ما تزال تقابل بوعود حكومية تتكرر في كل لقاء ولا ينفذ منها الا القليل وقسم ممن ينفذ منها لا يتم تنفيذه بالشكل المطلوب وكثيراً ما يخلق اشكالات جديدة تتطلب اجتماعات ومشاورات لمعالجة النتائج والآثار السلبية غير المتوقعة أو غير المدروسة لتلك القرارات والاجراءات .
الجميع يدرك اليوم أنه ليس بإمكانية الحكومة تلبية كل ما يطلبه الصناعيون دفعة واحدة ولكن بإمكانها بالتشاور مع الصناعيين والمختصين وضع سلم الأولويات لهذه المطالب والبرنامج الزمني لتنفيذها وتحديد مسؤوليات وواجبات كل طرف في هذه العملية . ومن الهام والضروري أن تتم متابعة تنفيذ ما يتم التوافق عليه في كل لقاء وتحديد أسباب ومعوقات ومسؤولية التأخر في التنفيذ وكيفية تجاوزها وذلك قبل عقد أي لقاء جديد مشترك منعاً لتكرار المطالب والوعود التي اعتدنا على سماعها في نهاية كل لقاء . وذلك ضمن الافتراض بتوفر الرغبة الجادة لكافة هذه الأطراف بتحويل الأزمة التي تواجهها الصناعة السورية في هذه الفترة إلى فرصة للانتعاش والنمو ، وهو ما نتمناه وندعو اليه لأننا لم نعد نحتمل المزيد من الوعود والتسويف و خيبات الأمل .
فؤاد اللحــــام
التعليقات الجديده