أغسطس 22, 2022 كلمة تقال 0 تعليقات

الدروس المستفادة

عندما قالوا أن الانسان يتعلم من تجاربه كانوا صادقين ولكنهم قالوا ذلك  بافتراض أن هذا الانسان قادر على القيام بذلك بجرأة وموضوعية . استخلاص الدروس المستفادة من التجارب سواء على المستوى العام أم الخاص تؤكد رغبة من يقوم بذلك على التحسين والتطوير بشكل جاد وفعال . لأن ذلك يمكنه من  تجاوز الأخطاء والسلبيات التي حدثت بقصد أو بغير قصد ويعظم الاستفادة من الايجابيات سواء  المستهدفة  أو التي تفاعلت أو نجمت عن هذا الاجراء او ذاك  . وفي جميع الحالات فإن اتباع هذا النهج لا يساهم فقط في تخفيض الأخطاء وزيادة فرص النجاح حاضراً ومستقبلاً  وإنما يختصر الكثير من التكاليف المباشرة وغير المباشرة اضافة للاستفادة من الزمن من خلال سرعة وجدوى التنفيذ في المرحلة التالية.  ..

على أرض الواقع نحن أمام حالة مستعصية في فهم وتطبيق هذا المفهوم بالشكل المطلوب في العديد من الفترات  وعلى معظم المستويات إن لم نقل جميعها . والأمثلة على ذلك واضحة بشكل جلي وأكثر من أن تحصى وتعد .  وعلى الرغم من سرعة وضوح النتائج السلبية للعديد من  تلك الاجراءات  المتخذة أو / و تطبيقها الخاطئ وربما حتى خلال مناقشتها قبل اعتمادها واصدارها فهناك  دائماً اصرار على متابعة هذا النهج …

والأغرب في هذا المجال لجوء الجهات التي كانت وراء اصدار هذا القرار أو ذاك وبعد وضوح النتائج السلبية والعكسية لتطبيقه عقد العديد من الاجتماعات لمناقشة نتائج هذه الاجراءات وكيفية ترقيعها وغالباً ما تؤدي هذه المعالجة إلى سلبيات أخرى  وهكذا …

وبعيداً عن التعميم المطلق فإن ما ذكر هو أشبه بحالة عامة نعيشها واعتدنا عليها وكذلك على الأمل بأن  يقتنع من يتبع هذا الأسلوب بعدم جدواه وصلاحيته ، وأن  المشاركة الجادة والفعالة في مناقشة أي قرار أو اجراء قبل اتخاذه أفضل وأنجع بمئات المرات من التخبط في تنفيذه بعد اصدارة لترقيعه وتصحيحه …

الانسان يتعلم من تجاربه هذا صحيح  ولكن هذا لا يعني  تصرف  هذا الانسان كيف ما كان.  كما لا يمكن اعتبار كل اجراء مهما تمت دراسته ومراجعته أنه كاملاً ومتكاملاً ، لكن هذا شيء تبرره الدراسة الوافية والمتمعنة التي تجعل الخطأ ان حدث في حدوده الدنيا ، لأن  التعلم من الخطأ  لا يعني الارتجال  خاصة اذا كان من يقيم هذا الاجراء أو ذاك هو من اتخذه ولديه القناعة التامة بصوابية قراراته والقاء تهمة الفشل على من يتضرر من مثل هذه الاجراءات …

التعلم من الخطأ يعني المزيد من الدراسة  لعدم الوقوع فيه قدر الامكان  وليس من خلال الارتجال . والأهم في ذلك شفافية التقييم وجرأته واستخلاص الدروس المستفادة من ذلك لتجنب السلبيات ما أمكن وتعظيم وتعميم الايجابيات .

                                                                                      فؤاد اللحـــــام