الصناعة وأولويات البحث العلمي
شهدت الفترة الأخيرة عدة أنشطة تتعلق بالبحث العلمي في الصناعة سواء من خلال المؤتمرات والندوات او من خلال اللقاءات المشتركة بين غرف الصناعة والجهات العامة والخاصة المعنية بالبحث العلمي . . الأمر الذي يشير الى خطوة ايجابية هامة في مجال التشبيك بين الصناعين وهيئات البحث العلمي ونقل عمل هذه الجهات من المستوى النظري إلى مستوى عملي متقدم بخدم مصلحة الطرفين بشكل خاص والمصلحة الوطنية بشكل عام .
لاشك أن مجالات البحث العلمي ذات العلاقة بالصناعة واسعة ومتعددة سواء في معالجة المشاكل التي تواجه هذه الصناعة في وضعها الراهن وتطويرها أو في ابتكار مجالات وأساليب عمل جديدة . ومع أهمية وضرورة هذين الجانبين إلا أن مسألة تطوير وتحديث البحث العلمي وكذلك الصناعة تتطلب في ظل تغيرات المناخ الدولية من ناحية والأوضاع الاقتصادية والموارد الطبيعية في سورية ، عدم الاقتصار على معالجة عدد من المشاكل العلمية والانتاجية التي تواجه الصناعة السورية فقط بل أيضاً التركيز على موضوعين في غاية الأهمية حالياً ومستقبلاً هما موضوع المياه و موضوع الطاقة .
من المعروف أن الصناعة بشكل عام تستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة، وإن تفاوت هذا الاستهلاك بين صناعة وأخرى ، وبالتالي فإن العمل على تنشيط البحث العلمي من أجل توفير استخدام الطاقة وترشيد استخدام المياه سواء من خلال إعادة التدوير و / أو خفض معدلات الاستهلاك من شأنه أن يخدم عدة أهداف كبيرة في مقدمتها المحافظة على الموارد الطبيعية وترشيد استخداماتها وخفض التكاليف وتلبية المتطلبات البيئية التي تفرضها العديد من الدول والجهات المستوردة للمنتجات السورية . وينطبق نفس الشيء على موضوع الطاقة سواء من خلال تحسين كفاءة الآلات من حيث الانتاجية والمساحات التي تتطلبها تجهيزات الطاقة المتجددة أو من خفض تكاليف الانتاج الأمر الذي من شأنه ترشيد استخدام الموارد الطبيعية وخفض تكاليف الانتاج وتحسين القدرة التنافسية للمنتجات السورية .
تشجيع البحث والتطوير في المجال الصناعي يتطلب أيضاً زيادة مخصصاته في موازنات الجهات العامة المعنية. وربطه بالاحتياجات التنموية ذات الأولوية بهدف معالجة المشاكل الأكثر الحاحاً التي تواجه المنشآت الصناعية وفي مقدمتها ترشيد استخدام المياه وتوفير الطاقة ومراعاة المتطلبات البيئية. وتشجيع الشركات العامة والخاصة على تخصيص جزء من موازناتها لهذا الهدف وإعفائه من الضرائب سواء قامت به الشركة ذاتها أو قام به طرف ثان لصالحها . اضافة إلى تشجيع اقامة صناعة البرمجيات والتقانة وتخصيص جزء من احدى المدن الصناعية كمشروع رائد لتجمع عنقودي في هذا المجال.
فؤاد اللحــــام
التعليقات الجديده