نوفمبر 24, 2024 كلمة تقال 0 تعليقات

المراجعة الفعالة للقوانين

تشهد هذه الأيام اجتماعات عديدة ومتنوعة سواء بين الجهات الحكومية والمعنين من الصناعيين والتجار أو بين  هذه الجهات بعضها مع بعض بهدف مناقشة عدد من القوانين والمراسيم المتعلقة بالنشاط الصناعي والتجاري والتي كانت مثار انتقادات عديدة لآثارها السلبية على بيئة الأعمال وممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة .

عقد هذه  الاجتماعات بمثل هذه الكثافة والاهتمام يعني أشياء عديدة في مقدمتها قناعة الجهات العامة المعنية ورغبتها في معالجة ضعف هذه الاجراءات ونتائجها السلبية على مجمل النشاط الاقتصادي. اضافة إلى التأكيد والاعتراف بعدم اتباع الأساليب العلمية المتعارف عليها في آلية  اعداد التشريعات ومناقشتها وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها بالمشاركة الفعلية من  كافة الجهات العامة والخاصة المعنية بها . فالكثيرون – ان لم نقل الجميع – يدركون أن معظم التشريعات التي تجري مناقشتها حالياً جاءت بشكل متسرع  وغير مدروس بعناية وبالشكل المتعارف علية سواء بمشاركة المعنيين بهذه التشريعات ومعرفة آرائهم  أو في دراسة وتقييم نتائج  ومنعكسات هذه القرارات ومقارنتها بالأهداف المستهدفة منها .

مما لاشك فيه أن أي تشريع أو اجراء له جوانبه الايجابية والسلبية مثله مثل أي دواء نتناوله.  لكن من المعروف أن معرفة الآثار السلبية لهذا الاجراء أو ذاك ينبغي ألا تحول دون اتخاذه ، لكن في ذات الوقت يجب تصغير هذه الآثار ومعالجة أقصى ما يمكن منها بحيث يحقق هذا الاجراء أو الدواء الهدف المطلوب . وهذا الذي من المفروض أن يتم بالتأكيد قبل الاصدار والتنفيذ .

المشكلة أيضاً لا تنحصر بنواقص وسلبيات هذا القانون أو ذاك وانما في التطبيق السلبي له سواء من خلال نقص التعليمات التنفيذية أو / و من خلال التطبيق العملي المزاجي  له من الجهات المعنية وهو أيضاً ما يجب العمل على معالجته في ضوء ما يجري على أرض الواقع اليوم .

التفاؤل من نتائج هذه الاجتماعات موجود لأنه مطلوب لكن ذلك لايعني تحويل هذه الاجتماعات الى منصة دعائية أو ترويجية لهذه الجهة أو تلك أو لهذا المسؤول أو ذاك من هنا أو هناك .

الخلاصة أن توضيح الأهداف المحددة من هذه  التشريعات يجب أن تقارن بنتائجها على أرض الواقع وكيف يمكن التعاون على ضمان تجاوز سلبياتها وتنفيذ ذلك من كافة الأطراف بالشكل المطلوب ووفق برنامج زمني محدد للتنفيذ بما يخدم المصلحة العامة والخاصة بشكل متكامل يحول دون تحويل هذا الزخم إلى وعود ورقية مثل العديد من المحاولات السابقة التي تظل قيد النقاش وتبادل المسؤوليات ومن ثم مناسبة للذكرى  .

                                                                                      فؤاد اللحـــــام