الصناعة بين الدعم والضميمة
أثارت قرارات فرض ضميمة على استيراد عدد من المنتجات الصناعية ، التي تزداد يوماً بعد يوم ، تساؤلات وانتقادات واسعة وبشكل خاص فيما يتعلق مؤخراً بألواح الطاقة الشمسية ومنعكسات هذه القرارات السلبية على سعر ونوعية المنتجات المتعلقة بالضميمة . وقد ترافقت هذه الانتقادات والتساؤلات ، وهذا شيء طبيعي ، بطرح وجهات نظر أخرى تبرر وتؤيد هذا التوجه لدعم الصناعة الوطنية وخاصة من قبل الجهات الرسمية والجهات الخاصة المعنية بهذا الأمر.
المشكلة الأساسية في مسألة الضميمة ليست في رفع كلفة وسعر المنتج المستورد حتى لاينافس المنتج المحلي فقط ، بل هي بالقيمة المضافة والقدرة التنافسية التي سيحققها المنتج المحلي من تجميع هذه المكونات سواء من حيث النوعية و / أوالسعر وليس فقط من خلال أجور اليد العاملة التي تقوم بعملية التجميع.لأن القيمة المضافة المطلوبة لاتنحصر فقط بخبرة اليد العاملة التي تقوم بالتجميع لأن تحقيق هذه الخبرة ( كما خبرنا أحد خبراء الأمم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي منتقداً سياسة التجميع في بلادنا ) يمكن أن يتم بشكل أسهل وأرخص من خلال استيراد المنتج الجاهز وتفكيكه واعادة تركيبه ، عوضاً عن اقامة مثل هذه المشاريع ذات التكاليف المرتفعة للمنتج ذاته .
على أرض الواقع فإن الشركات الصناعية العالمية لم تعد اليوم تقوم بتصنيع كافة مكونات منتجاتها بنفسها بل أصبحت تعتمد في ذلك على مزودين ثانويين يقومون بتزويدها بالمكونات المطلوبة وفق مواصفات محددة وهو ما وفر على هذه الشركات الكثير من تكاليف تصنيع كل هذه المكونات فيما لو ارادت تصنيعها بنفسها حيث اصبح دورها يقتصر على انتاج عدد محدد من المكونات الأساسية التي تمثل سرصناعة المنتج ونقاط تميزه .
من هنا فإن استيراد المكونات لا تكون عملية سلبية أوخطيرة الا اذا تم استخدام هذه المكونات في تجميع كامل للمنتج المماثل وبشكل يمكن المنتج المحلي من استغلال الضميمة لفرض سعر عال ونوعية متدنية . أما اذا كانت المكونات المستوردة سيتم استخدامها بمنتج يتمتع بمواصفات ومزايا تميزه عن المنتج المشابه فإن الأمور تبقى في وضع سليم وصحيح .
من هنا تغدو عملية التركيز على تحقيق القيمة المضافة في تجميع هذه المنتج أو ذاك سواء في الجودة أو السعر او بالسمعة أو بخدمة ما بعد البيع وضمن فترة زمنية محددة ، المهمة الأساسية التي يجب أن يتم التركيز عليها ، سواء من قبل الجهات الحكومية المعنية أو من أصحاب هذه المشاريع . وهذا ما يجب أن يكون مجال البحث أولاً ثم اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل تمكين المنتج المحلي من تحقيق ذلك وضمان تنفيذ المطلوب بصدق و شفافية .
فؤاد اللحـــام
التعليقات الجديده