أكتوبر 31, 2015 دراسات وتقارير 0 تعليقات

لمحة عن عنقود الصناعات النسيجية في سورية

أولاً- تعريف العنقود الصناعي:

 هو تكتل في تجمع جغرافي محدد لشركات تنتج منتجات متشابهة  ( عنقود أفقي) أو منتجات مترابطة ( عنقود شاقولي ينتج كامل سلسلة القيمة )  أو خدمات ، مدعوم  بمجموعة من المؤسسات  الداعمة.

—       هناك فرق بين العنقود الصناعي والشبكة الصناعية حيث تتجاوز الثانية الحدود الجغرافية للعنقود و يمكن أن تكون أفقية أو شاقولية.

—       هناك عناقيد أو نويات لعناقيد بدأت بشكل طبيعي نتيجة توافر عوامل الانتاج مثلاً، وهناك عناقيد يتم إقامتها نتيجة دراسات خاصة تبرر إقامتها.

—       تعتبر العناقيد أداة لتخفيض الفقر وتطوير الصناعات التنافسية وقد أكد العديد من الاقتصاديين العالميين على أهميتها في هذا المجال بدأً بألفريد مارشال 1919 وحتى مايكل  بورتر 1998. وقد أصبحت العناقيد مثار الاهتمام  في العديد من  البلدان الصناعية والنامية في مختلف أجزاء العالم من أوروبا إلى أمريكا بشمالها وجنوبها إلى آسيا وأفريقيا.

ثانياً- دور العناقيد الصناعية :

من أفضل الأمثلة المشهورة عن  العناقيد الصناعية  الناجحة  تلك القائمة في شمال شرق ووسط ايطاليا التي بدأت في ستينات وسبعينات القرن الماضي في عدد من القطاعات تجمع عدد من المؤسسات مع بعضها بهدف النفاذ بتنافسية كبيرة إلى أسواق التصدير وأسست أسواق عالمية  كبيرة للأحذية والحقائب الجلدية والحياكة والآلات الموسيقية وحفظ الطعام وفي الصناعات  التي تصنع الآلات لهذه الصناعات.

النماذج الناجحة من العناقيد ليست محصورة بأوروبا، هناك حالات عديدة موجودة في آسيا وأمريكا اللاتينية . هناك عناقيد عديدة في الهند لتصنيع المنتجات المعدنية  والصناعات النسيجية التي تركزت في لودهيانا ، صناعة الألماس في سورات ، وصناعة الأدوات الكهربائية والبرمجيات حول بانغلور.  إن  60% من الصادرات الصناعية في الهند أواخر تسعينيات القرن الماضي  تمت من العناقيد الصناعية .

هناك أمثلة مشابهة أخرى  في المكسيك و البيرو و اندونيسيا وتايوان. تجربتان من أفضل الحالات في البلدان النامية هما صناعة الأحذية في البرازيل ( 12.3% من الصادرات العالمية )  و صناعة الأدوات الجراحية في باكستان ( 20% من الصادرات العالمية وفي المرتبة الثانية بعد ألمانيا)  .

ثالثاً- مزايا العناقيد الصناعية:

1 – تقديم الخدمات والمرافق الأساسية اللازمة للمنشآت الصغيرة التي لا تستطيع القيام بها بمفردها ( مستودعات ، برادات ، صالات عرض وبيع تجزئة، شراء آلات للاستخدام المشترك).

2- الاستفادة من تجميع الخبرات والكفاءات المتوفرة لدى المنتجين الصغار لزيادة تنافسية الصناعة أو سلسلة القيمة .

3- تقديم المعونة الفنية اللازمة وخدمات التدريب والتأهيل الفني لتحسين المنتج وخفض كلفته ورفع قدرته التنافسية .

4- الاستفادة من وفورات الحجم وقوة التفاوض في الحصول على مستلزمات الانتاج والخدمات وفي تصدير المنتجات .

5- إمكانية الحصول على التمويل السهل من أجل تنفيذ خطة التحديث .

6- إمكانية التشبيك مع عناقيد خارجية وفتح الأسواق الجديدة .

7- تشجيع المنشآت غير النظامية على الانتقال إلى الاقتصاد النظامي بتوفير المكان والخدمات اللازمة لها  بأسعار منخفضة.

8- تمكين المنشآت المستفيدة من تلبية المتطلبات البيئية والاجتماعية والجودة والمساهمة في الانتاج النظيف من خلال إعادة تدوير النفايات ومعالجة المياه.

9- تشجيع الابتكار والتطوير من خلال المنافسة الايجابية بين أعضاء العنقود.

10- تمكين الشركات الصغيرة من النمو والتوسع .

11- المساهمة في تخفيف الفقر وخلق فرص العمل وتمكين المرأة.

12- تشجيع إقامة وتوسيع  المؤسسات الداعمة ومؤسسات الأعمال ومكاتب الاستشارات.

رابعاً- منهجية اليونيدو في إعداد وتنفيذ برامج تطوير التجمعات العنقودية:

منذ أواسط التسعينيات تنفذ اليونيدو  مشاريع  معونة فنية  في بلدان  وقطاعات مختلفة في مجال العناقيد والشبكات الصناعية :

—       مشاريع العناقيد الجاري تنفيذها حالياً  في : ايران ، باكستان ، الهند ، الحبشة، سنغال، نياكارغوا.

—       مشاريع العناقيد التي تم تنفيذها في : المكسيك، سلفادور، هندوراس، أكوادور، جامايكا، كولومبيا، زيمبابوي ، تايلاند .

—       هناك مشاريع قيد الدراسة في كل من جنوب أفريقيا ، وأوزبكستان و مونتينيغرو.

بناء على الخبرة الميدانية المكتسبة ، وضعت اليونيدو منهجية من أجل إعداد وتنفيذ برامج تطوير التجمعات العنقودية تقوم على الخطوات التالية :

1- اختيار التجمع ، الذي يتطلب تحديد العنقود أو العناقيد المنوي إقامتها.

2- الدراسة التشخيصية ، تحليل نقاط الضعف والقوة والفرص والمخاطر للعنقود أو العناقيد المزمع إقامتها.

3- بناء الرؤية وخطة العمل التي تشير إلى وضع الرؤية وتطوير الاستراتيجية الملائمة بالمشاركة مع أعضاء العنقود المعني.

4- التنفيذ، إدارة وتنسيق الأنشطة الواردة في خطة العمل متضمنة إقامة الشبكات الأفقية والعمودية .

5- المتابعة والتقييم للنتائج الكمية والنوعية للبرنامج.

تساعد هذه المنهجية على إطلاق عملية تطوير العنقود، ومن أجل جعلها مستمرة بشكل دائم ، تعمل اليونيدو على تعزيز قدرات المؤسسات المحلية من أجل تمكينها من قيادة ودعم العناقيد في المستقبل من خلال ما يلي:  

– تحديد العنقود ، إعداد العناقيد القائمة في المنطقة أو البلد .

– المبادرة لزيادة  الاهتمام  بترويج وتطوير العنقود للأعضاء والشركاء. 

– تدريب لمتخذي القرار ومدراء المشروع والاستشاريين المشاركين في تطوير العنقود (يمكن أن تتم  برامج التدريب في البلد المستفيد وعلى المستويين الإقليمي والعالمي) .

– جولة إطلاعية لتعريف المؤسسات والشركات المستفيدة بالأشكال التنظيمية والسياسات والترتيبات المؤسساتية والتكنولوجيا المعتمدة في واحد أو أكثر من العناقيد الديناميكية.

– توأمة العناقيد وتتضمن الربط  بين شبكات  الأعمال ، الشراكات العالمية والتحالفات بين اتحادات العناقيد

– تطوير الشبكات الأفقية والعمودية  وجمعيات التصدير. لدى اليونيدو شراكة إستراتيجية مع الاتحاد الايطالي لتحالف التصدير الذي  له خبرة واسعة في العالم لتطوير جمعيات التصدير وإقامة الأطر القانونية المناسبة. 

– المتابعة والتقييم  لبرنامج تطوير الشبكات والعناقيد . وهذا يمكن أن يتم على مستويات مختلفة تتراوح بين تعيين مستشار دائم  لتطوير العنقود بوقت كامل، إلى تشكيل بعثة تقييم دورية من قبل خبراء اليونيدو.

– تدريب ودعم من أجل تنفيذ المسؤولية الاجتماعية المشتركة.

 

 

 

خامساً- صعوبات وتحديات العناقيد الصناعية:

تواجه العناقيد في البلدان النامية فرصاً ومخاطر عديدة ، بعض هذه العناقيد قادر على الاستفادة من منافع الفرص وينمو والبعض الآخر يبقى أسير الفقر.

المصانع ضمن العناقيد الجامدة تواجه مجموعة من الاختناقات: هي تعمل بأسلوب قديم ، غالباً بتكنولوجيا خطرة بيئياً، ضعف في البنية التحتية والخدمات الأساسية ، إمكانياتهم محدودة في تطوير منتجاتهم وفرص النفاذ للأسواق الناشئة ، اليد العاملة ضعيفة المهارة والمستثمرون يواجهون صعوبة  في الوصول إلى التمويل والخدمات الأخرى التي يحتاجونها لتوسيع أعمالهم.

ثقافة العمل معادية للحوار والتعاون وتمنع المصانع من التخصص في عمليات الانتاج المتكاملة ، لذلك يبقى الانتاج محدوداً في نطاق ضيق من البضائع والخدمات و الشركات متدنية الكفاءة والإنتاجية غير قادرة على البحث عن مصادر جديدة للمعلومات والتكنولوجيا.

في نفس الوقت فإن البيئة المؤسساتية لا تستجيب لحاجات العنقود أو غير قادرة على تقديم الخدمات والمساعدات المطلوبة مما يجعل  الشركات تواجه مزاحمة لا ترحم تقوم على تكاليف عالية وإهمال معايير البيئة والعمل.

دراسات العناقيد في البلدان النامية وكاملة النمو بينت أن التباين في أداء العناقيد يعود إلى التباين في تنظيمهم الداخلي.

في العناقيد المنافسة تستفيد الشركات من فوائد الكفاءة التجميعية التي تنشأ من الاقتصاديات ترى اليونيدو أن المعونة الخارجية يمكن أن تساعد العناقيد في تحقيق تنميتهم الممكنة لخارجية وتنظيم الأعمال المشتركة.

سادساً- العناقيد الصناعية في سورية :

نشط الحديث عن العناقيد الصناعية في سورية من خلال تنفيذ برامج التعاون مع المنظمات الدولية والدول المانحة في بداية القرن الحالي ، حيث قامت منظمة اليونيدو و مركز الأعمال السوري الأوروبي وبرنامج دعم  التنافسية  بالترويج لأهمية وضرورة العناقيد الصناعية كأداة في تنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص العمل وتخفيف الفقر .

من جانب آخر وجد في سورية عدد من التجمعات  ( بعضها نشأ بشكل طبيعي) يمكن أن تتحول إلى عناقيد صناعية : الدباغات في باب شرقي بدمشق سابقاً ، صناعة المفروشات الخشبية في مدينة  سقبا ، صناعة  التريكو في منطقة الزبلطاني بدمشق و الكلاسة بحلب الخ..

جرت دراسات عديدة حول إقامة عناقيد صناعية في سورية منها:

في عام 2007 أعد برنامج التحديث والتطوير الصناعي البرنامج التنفيذي لتحديث وتطوير الصناعة السورية وتم التوجيه  من رئاسة مجلس الوزراء لوزارة الصناعة وهيئة تخطيط الدولة باعتماده جزأً متمماً ومتكاملاً مع الخطة الخمسية العاشرة . وقد تضمن هذا البرنامج  فيما يتعلق  بالتجمعات العنقودية قسم المؤسسات والسياسات ما يلي:

1.      إجراء مسح جغرافيللتجمعاتالصناعيةالحاليةوإعداد خريطة جغرافية لجميع التجمعات الصناعية في سورية (الأولوية:الفورية).

2.     استخدام نتائج الدراسات القطاعية الفرعية، واستراتيجيات التصدير والجهود التي تمت من عدة جهات بهذا الخصوص لتحديدالتجمعاتالصناعية ذات المستقبل الواعد في التصدير وتحقيق قيمة مضافة والاندماج فيالاقتصاد العالمي(الأولوية:الفورية).

3.     دراسة تجربة ”تجمعصناعة الأثاثبدمياط" في مصر عن كثب كمثال ناجحلوضع نموذج خاص في سورية (الأولوية: المدى القصير).

4.     ااستخدام (1) و (2) و (3) لتوجيه برنامج الدعم الفني للمنشآت في مركزالتحديث الصناعي ( المطلوب إحداثه)  فيما يخص التجمعاتالصناعية.

 

في عام 2008  قام مركز الأعمال السوري الأوروبي بدراسة لإقامة ثلاثة عناقيد صناعية في سورية: عنقودان للتصنيع الزراعي وعنقود لإنتاج الأحذية. 

في عام 2011 قامت اليونيدو التي تولت مسؤولية محور التصنيع الزراعي في مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة بمنطقة الغاب ( أغروبوليس )  بإعداد دراسة أولية لإقامة عنقود صناعي لمنتجات الألبان في منطقة الغاب.

إلا أن أياً من هذه الدراسات لم يوضع موضع التنفيذ  حتى الآن

سابعاً- برنامج التحديث الصناعي وعنقود النسيج:

تضمنت المرحلة الثانية من برنامج التحديث والتطوير الصناعي  المحاور التالية:

المحور الأول:  إنشاء آلية لدعم عملية تحديث الصناعة السورية واستمراريتها: وأهم مكوناته إحداث مركز التحديث الصناعي وصندوق التنمية الصناعية ووضع الأنظمة الداخلية وأدلة العمل لكل من هذه المراكز .

المحور الثاني: بناء القدرات الوطنية في مجال التحديث والتطوير الصناعي: وأهم مكوناته تدريب الاستشاريين الوطنيين وكوادر وزارة الصناعة على منهجية اليونيدو في التحديث الصناعي وفي المجالات الأخرى ذات الأولوية بالنسبة للوزارة.

المحور الثالث : دعم وتطوير المؤسسات الداعمة لقطاع النسيج والملابس: وأهم مكوناته إحداث المركز الفني للنسيج وتنفيذ ما يتعلق بالبرنامج من مهامه، وتقديم الدعم الفني لمركزي الألبسة والنسيج في غرفتي صناعة دمشق وحلب وجمعية مصممي الألبسة .

المحور الرابع: تحديث وتطوير 30 شركة تعمل في صناعة النسيج والملابس ومتابعة نتائج التحديث والتطوير لعدد محدود من الشركات التي تم تحديثها في المرحلة الأولى ودراسة إحداث تجمعين  عنقوديين للصناعات النسيجية ووضع التصور الأولي لتنفيذهما  في اثنين من التجمعات النسيجية وتنظيم ورشات عمل بهذا الخصوص لاعتماد النتائج والتوصيات.

ناقشت اللجنة التوجيهية لبرنامج التحديث والتطوير الصناعي في اجتماعها الثاني بتاريخ 16/7/2012  توجهات وخطة عمل البرنامج خلال النصف الثاني من عام 2012 في ضوء الظروف الحالية في سورية  وأقرت ما يلي:

1- متابعة العمل وفق الظروف والإمكانيات المتاحة .

2- الاعتماد على الخبرات الوطنية  وفريق العمل في وحدة التحديث والتطوير في تنفيذ ما يمكن من الأنشطة.

3-  البدء بتنفيذ الأنشطة التي لا تتطلب خبرات خارجية.

4- اتخاذ الإجراءات والتدابير التحضيرية لتنفيذ الأنشطة التي لابد من تنفيذها من قبل خبراء أجانب بحيث يمكن تنفيذها فور تحسن الظروف بعد إنجاز الترتيبات اللازمة لها منذ الآن.

5- تأجيل البدء بتحديث 30 شركة لحين تحسن الظروف الأمنية.

بدأ البرنامج في العام الماضي اتصالاته لدراسة إمكانية الاستفادة من التجمعات الصناعية الموجودة حالياً مثل مجمع  الزبلطاني في دمشق (هناك 17 بلوك تتضمن 340 معمل صغير تريكو وجوارب تتراوح مساحة المعمل بين  28 و130 متر مربع على طابقين و تدير المجمع لجنة إدارية منتخبة من الصناعيين )  ومجمع ( الكلاسة بحلب) لتحويلهما إلى عنقوديين للتريكو والألبسة. وقدجرت عدة اجتماعات ولقاءات مع عدد من المسؤولين والصناعيين في مجمع الزبلطاني وقد طلبت إدارة البرنامج  معلومات إضافية من إدارة المجمع لمتابعة  دراسة الموضوع ومدى إمكانية البدء بهذا التجمع كعنقود صناعي لأن ذلك من شأنه أن يسرع عملية التنفيذ ويخفض الكلفة ، إلا أن التطورات الأمنية حول منطقة الزبلطاني وتصاعد الأعمال المسلحة في حلب ومنطقة الكلاسة  حالت دون استمرار العمل في هذا المجال.

ثامناً- الجهات المعنية بالتجمعات العنقودية :

هناك جهات عديدة تتولى موضوع المشاريع الصغيرة والمتوسطة و التجمعات العنقودية : وزارة الصناعة ، وزارة الاقتصاد والتجارة ،وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الادارة المحلية ، وزارة الزراعة، اتحاد غرف الصناعة ، رابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج  إضافة إلى هيئة التخطيط الإقليمي من حيث اقتراح المناطق الصناعية .

لابد من توحيد الرؤية وتكثيف وتنسيق  جهود هذه الجهات من أجل الاتفاق على خطة عمل ملموسة لتنفيذ هذه المهمة وتوزيع الأدوار حرصاً على الجهد والوقت والمال وسرعة التنفيذ وكفاءة وجودة المردود.

بناء على اقتراح برنامج التحديث والتطوير الصناعي عقد اجتماع برئاسة السيد وزير الصناعة بتاريخ 18/10/2012  بحضور ممثلين عن اتحاد غرف الصناعة وغرفة صناعة دمشق  لمناقشة موضوع احداث التجمع العنقودي للصناعات النسيجية في دمشق.  وتقرر في الاجتماع الطلب من وزارة الزراعة  وهيئة التخطيط الإقليمي تخصيص مساحة 100 دونم في منطقة حرستا لإقامة هذا التجمع .

 كما طلبت غرفة صناعة حلب لاحقاً تخصيص أرض مناسبة في منطقة خان العسل أو محورها لإقامة التجمع العنقودي للصناعات النسيجية في حلب .

قامت هيئة التخطيط الإقليمي بموجب القرار 16/ب تاريخ 4/3/2013 بتشكيل فريق إشراف على دراسة المخطط الهيكلي لمدخل دمشق الشمالي في الهيئة ضم ممثلين عن وزارة الصناعة وبرنامج التحديث والتطوير الصناعي  إلا أنه لم تتم الدعوة لأي اجتماع لهذا الفريق.

بينت وزارة الزراعة عدم إمكانية تأمين 100 دونم من أراضي أملاك الدولة في حرستا وما حولها تفي بالغرض المطلوب لإقامة هذا التجمع العنقودي  ، وتم اقتراح أماكن أخرى مثل الرمدان وحفير التحتا وخربة الشياب ،  وبعد دراسة موقعي الرمدان وحفير التحتا  بينت  غرفة صناعة دمشق وريفها حسب كتابها رقم 554 ص تاريخ 4/6/2013 أنهما غير مناسبين لإقامة مجمع خاص بالألبسة النسيجية  وطلبت تزويدها بمخطط العقار 118 / خربة الشياب ليصار إلى دراسته وبيان مدى ملائمته.

تاسعاً-  الخلاصة والمقترحات:

تشكل العناقيد الصناعية في هذه الفترة فرصة مواتية لإعادة هيكلة الصناعة السورية وتنظيم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وإجراء إسعافي لتمكين المنشآت الصناعية المتضررة من الأحداث في البقاء ومتابعة العمل والانتاج والتشغيل .  إلا أن مهمة الموضوع تتوزع بين عدد من الجهات  لم تتمكن حتى الآن من تحقيق انجاز ملموس على أرض الواقع ، وينطبق ذات الشيء على عدد من الأمور ذات العلاقة بتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة : اعتماد الاستراتيجية ، الجهة المشرفة ، المناطق الصناعية ، المؤسسات الداعمة . ومن أجل تسريع وتفعيل الجهود والإمكانيات الوطنية في هذا المجال  و توفير الوقت والجهد والموارد نقترح ما يلي:

1- تشكيل فريق عمل من وزارة الصناعة وهيئة التخطيط الإقليمي واتحاد غرف الصناعة وبرنامج التحديث الصناعي لمتابعة الموضوع والوقوف على الوضع الراهن للمناطق المقترحة للتجمعات العنقودية وتحديد مدى ملاءمتها و جاهزيتها لإقامة العناقيد الصناعية ويمكن البدء بمنطقة خربة الشياب.

2- إجراء دراسة تشخيصية للصناعة التي يمكن توطينها في التجمع المقترح بالتعاون بين وزارة الصناعة وبرنامج التحديث الصناعي .

3-  الترويج والاتصال مع الصناعيين المستهدفين وجمعياتهم للبدء بتنفيذ العنقود المقترح.

4- وضع برنامج زمني ومادي لانجاز التجمع المطلوب .

5- الطلب من منظمة اليونيدو البدء بإعداد وثيقة برنامج خاص للعناقيد الصناعية في سورية والبحث عن جهة مانحة لتمويل هذا البرنامج، عند تحسن الظروف.

1-    الإسراع في تنفيذ الجولة التدريبية والاطلاعية لوحدة التحديث والتطوير الصناعي والمعنيين في وزارة الصناعة إلى  مركز التحديث الصناعي و التجمع العنقودي للنسيج  في الهند .

 

21/9/2013                                                             المنسق الفني الوطني

                                                                   لبرنامج التحديث والتطوير الصناعي

                                                                                    فؤاد اللحام